الجملة الأمازيغية التالية التي ادعوا أنها عربية:
"أبريد نيثران" وتعني طريق النجوم.
عملية التشريح التي قاموا بها هي كالتالي:
- لفظة أبريد حيث جاء في معاجم اللغة العربية و "البَرِيدُ المسافة بين كلِّ منزلين من منازل الطريق، وهي أميال اختُلِفَ في عَددِها" فالبريد هو طريق بين نقطتين أو بين منزلين.
- "إثران" وهي جمع في الأمازيغية لمفردة "إثري" وتعني النجوم مفردها نجم. جاء في معاجم اللغة العربية:
الثُّرَيّا: مجموعة من النجوم في صورة الثور، وكلمة النجم علم عليها.
ثُرَيّا: اسم علم مؤنث عربي، هو اسم لمجموعة سبعة كواكب واقعة في عنق برج الثور، سميت بذلك لكثرة كواكبها مع ضيق المجال المتجمعة فيه.
حسنا، سنجيب على هذه المقارنة، أولا يبدوا أنهم في شك كبير في الكثير من الكلمات العربية ذات الأصل الهندي الأوربي، بعد أن ثبت أن القرآن الكريم ولغة العربية الفصحى بها عدد لا يعد ولا يحصى من الكلمات الهندية الأوربية باعتراف آلاف من فصحاء وعلماء العرب نبشركم خيرا أن الكلمتين إثري والصواب تنطق "إتري" و"أبريد" كلمتين هنديتين أوربيتين ليس مائة بالمئة بل مليار بالمئة والأمازيغية لغة هندية أوربية، ففي اللغة البهلوية كلمة barid تعني الطريق والحمل والارسال ومنها انتقلت إلى العربية، وفي اللغة الهندية القديمة barid تعني أيضا الطريق والحمل والارسال ومنها انتقلت الى العربية. "إتري" كلمة هندية أوربية توجد في اليونانية القديمة taru وفي الهندية tara وفي الوندالية tara وفي السنسكرتية tar ومنها الإنجليزية star.
فشيء عادي إذن أن تتطابق الأمازيغية مع الكلمات الهندية والبهلوية والسنسكرتية لأنها لغات كلها تنتمي إلى أصل واحد وعائلة لغوية واحدة وهي اللغات الجرمانية الهندية أو كما يسميها الأخرين الهندية الأوربية.
وما نستنتجه هنا أنه قد انقلب السحر على الساحر، فأنا لم آتي بشيئ من عندي، بل هذه حقيقة مؤكدة علميا فعلماء مقارنة اللغات وجدوا أن اللغة الأمازيغية تتشارك في كلمات كثيرة مع اللغة الوندالية كما رأينا أكثر بكثير من اللغة العربية بل وجدوا أن لا علاقة البتة بين الأمازيغية والعربية، وطبعا تبقى هذه مجرد محاولات فاشلة ضد الأمازيغية التي وجدت قبل كل هذه اللغات.
علاوة على أن علم اللغة علم اجتماعي غير دقيق يحتمل التسييس وقد سبق المستشرقون الأوربيون العرب في طرح نظرية إلحاق الأمازيغية بلغات أخرى مثل الألمانية والباسكية، ففي الثلاثينيات من القرن 19 وُضع أول معجم مزدوج أمازيغي فرنسي ألفه "venture de paradis"، وقدم له: "Jacques Champollion" وقد أشار هذا الأخير في مقدمة المعجم على أن الأمازيغية والمصرية القديمة يتقاربان.
وفي 1885 نشر مقال: "روابط بين اللغات البربرية وبين اللغة الباسْكِية" لـ " Gese ".
وفي سنة 1893 صدر في نفس الاتجاه مؤلف للساني الألماني"Von der Gabelentz" بعنوان "الباسكية و البربرية".
دون أن ننسى اكتشاف أركيولوجيين لحرف التيفيناخ في السويد والنرويج وأمريكا اللاتينية واكتشاف تشابه كبير بين الأهرامات الصغيرة الأمازيغية و أهرامات الانكا والمايا.
إن النظريات التي تقوم على مقارنة اللغة كثيرة جدا بل أنه وصلت حتى إلى مقارنتها بالفرنسية فمثلا هناك 2000 كلمة فرنسية تشبه الكلمات الأمازيغية، مثلا: تغزانتtu as raisaon عندك الحق بالفرنسية والأمازيغية. إذا اطلعتم على الكتب التي تناولت هذه النظريات ستجدون أن أكبر عدد من الكلمات التي تشبه اللغة الأمازيغية وجدت في اللغة الألمانية والجرمانية عامة تليها الهيروغليفية المصرية تليها الباسكية تليها العربية في المرتبة الرابعة ثم اللغة الايطالية واليونانية.
إذا كان علم اللغة غيردقيق يحتمل التسييس، وكان التاريخ قابلا للتزوير ويفتح المجال لكل واحد أن يكتب على هواه وحسب نزعته الشخصية، فإن علم الجينات علم دقيق وسنورد الآن ما توصل إليه العلماء في هذا الصدد:
توصل الفرنسي "L. de Gèzeen" أن هناك صلة بين البربر والباسك داعما أطروحته بالروابط اللغوية بين البربرية والباَسْكِية وقد تعززت هذه الأطروحة سنة 1894 بعد أن أصدر المؤلف للساني الألماني "Von der Gabelentz" كتابا بعنوان "الباسكية والبربرية."
وفي سنة 1964 هبة رياح هذه الأطروحة من جديد بعد أن أصدر HANS G. MUkarovsky مقالات عن وجود لغة ما قبل البربرية المسماة بالموريتانية، انتقلت من صحراء الطوارق إلى بلاد الباسك، مشيرا أيضا إلى أن هناك تشابه بين نظام الكتابة الباسكية ونظام الكتابة الليبية القديمة.
هذا من الناحية اللغوية، فيما يخص الصفات الوراثية فقد اعتمد "Antonio Arnaiz" الباحث الإسباني في علم المناعة في أبحاته على إبراز رصيد جيني مشترك بين البربر بمنطقة القبائل بالجزائر والباسكيين، وقد طرحت نتائج أبحاثه في مؤتمر حول الجينات البشرية في برشلونة (9 - 10 نوفمبر 1995).
وكانت النتائج كالتالي:
بعد تحليل لنسخة الجين (الأليل / Alleles) عند سكان آيبيرية ومنطقة القبائل بالجزائر. ظهرت الصلة الوراثية والثقافية بين الباسك والقبائليين والإسبانيين. حافظ الشعب البرتغالي أيضا على درجة معينة من خصائص ثقافية وعرقية محددة منذ العصور القديمة. نتائج الدراسة الحالية لمستضد الكريات البيضاء البشرية (HLA) في الساكنة البرتغالية تبين أن لها خصائص مشتركة مع الباسك والإسبان من ريال مدريد.
وتيرة عالية من الألائل أو النسخ المتنوعة لمستضد الكريات البيضاء البشرية تم العثور عليها كخصائص مشتركة:
(A29-B44-DR7) أوروبا الغربية.
(A2-B7-DR15) أوروبا الغربية ومنطقة القبائل.
(A1-B8-DR3) أوربا.
الإسبان والقبائليين الأمازيغ لديهم النمط الفرداني A33-B14-DR1 في وتيرة عالية نسبيا. وكذلك النمط الفرداني A30-B18-DR3 موجود في الباسك، إسبانيا ومنطقة القبائل لكن لم يتم العثور عليه في البرتغال.
أظهر الباسك والقبائليين أنماط فردانية فريدة A11-B27-DR1 و A2-B35-DR11، والتي تبين درجة ربما أقل نسبيا من الإختلاط.
ومن خلال هذه النتائج تبين أن شعوب الباسك وإسبانيا وأمازيغ القبائل متقاربين فيما بينهم بقدر ما هم منعزلين عن الشعوب الأخرى.
أستغرب من العروبيين بعد كل هذا أن يكتبوا ويؤلفوا كتبا حول عروبة البربر وهم على دراية بالتحاليل الجينية التي أجريت للأمازيغ والأوربيين والتي أثبتت أن الأوربيين والأمازيغ يحملون نفس الجيينات، من هنا تستنتج من كل هذا أن هناك تشابه وتطابق بين اللغة الأمازيغية واللغات الهندوأوربية، وتطابق في الجينات التي يحملونها مما يدل على أن الأمازيغ والأوربيين من أصل واحد.
بعد كل هذه التوضيحات والتفسيرات ما على الذين يدافعون ويدعون عروبة البربر إلا أن يستحيوا من أنفسهم ويتوبوا إلى الله الذي خلق الألسن مختلفة، قال الله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ". الروم 22، فكل من يحاول تغيير لسان الأمازيغ إلى العربية أو الفرنسية، إنما يريد بذلك تغيير مشيئة الله في خلق الألسن والألوان مختلفة إن ذلك لآيات للعالمين.
إن القرآن الكريم نزل باللغة العربية وهذا طبيعي ولا أحد ينكره، فهو نزل باللغة التي كان يتحدث بها رسول الله (ص) وقومه، كما نزلت التورات بالعبرية لغة موسى عليه السلام، والإنجيل بالسريانية لغة عيسى عليه السلام. وهم لم يطمسوا لغتهم باسم لغة الانجيل وعيسى عليه السلام كما يفعل القوميين العرب باسم الإسلام والقرآن الذي هو بريئ من العنصريين أمثالهم. فلا يوجد دليل واحد من القرآن أو من السنة، يفرض على مسلم أن يتكلم العربية ويصبح عربيا، والعرب ليسوا أكثر اسلاما من الإيرانيين أو الافغانيين أو الباكستانيين أو الماليزيين وهم لا يتحدثون العربية.
إن العجم منذ أن هداهم الله وشرح صدرهم للإسلام هم من رفع رايته ونشروه في البقاع ودافعوا عنه، أما في الغرب الإسلامي فالأمازيغ هم من حافظ على الإسلام ورفعوا رايته ووقفوا في وجه الغرب المسيحي وهم من حافظ على اللغة العربية، فطارق بن زياد الأمازيغي هو من عبر البحر الأبيض المتوسط ومعه كثير من أبناء الريف الأحرار لفتح الاندلس بأمر من خليفة المسلمين في دمشق. (http://ar.wikipedia.org/wiki/تاريخ_الريف_(شمال_المغرب). وقد كان طارق رحمه الله أمهر القادة وهو من قبائل البربر في الشمال الإفريقي وقد حمل هذا القائد الفذّ الصفات الشكلية التي تميز الأمازيغ في هذه المنطقة من البشرة البيضاء والعيون الزرقاء والشعر الأشقر، إضافة إلى ضخامته الجسمية ووسامته الشديدة، تلك التي لم تمنعه عن الانشغال بحب الجهاد في سبيل الله، ونشر هذا الدين. وقد كان جلّ الإثني عشر ألف مسلم الذين فتحوا الأندلس مع طارق بن زياد من البربر، أما الثمانية عشر ألفًا الذين أتوا بعد فتح أجزاء عديدة فهم من العرب الذين جاءوا من اليمن والشام والعراق، حتى وصلوا إلى بلاد المغرب، ثم عبروا مع موسى بن نصير إلى بلاد الأندلس نصرةً ومددًا لطارق بن زياد، ويقال أن موسى بن نصير قد عطّل طارق بن زياد عن الفتح حسدًا أن يُنسب إليه وحده فتح بلاد الأندلس، ومن ثَمّ أراد أن يُشْرَك في الأمر معه. (المصدر: الأندلس: من الفتح إلى السقوط).
وكرد على من يقول أن العرب كانوا قادرين على طمس وإبادة الأمازيغ، أولا الطمس في قاموس المعاني يعني غطى على الشيئ أو غير صورته. والإبادة تعني أزال الشيئ أو هلكه أو اقتلعه.
طمس الأمازيغية يعني تغيير لسان أهلها الى العربية وليس إبادتهم.
الهنود الحمر تعرضوا للإبادة وقتلوا، أما الأمازيغ فلم يتعرضوا للابادة لسببين:
الأول: هو أن الأمازيغ أصلا لم يتعرضوا للإحتلال من طرف العرب، وفي مقتل عقبة بن نافع عبرة، فلما جاء هذا الأخير بنية الغزو العسكري هزم وقتل على يد الأمازيغ، ولما عاد موسى بن نصير لفتح المغرب سلميا رحب به الأمازيغ واعتنقوا دينه عن طواعية.
ثانيا: ما اظن يعرب بن قحطان قادرين على إبادة شعب ضارب في التاريخ استطاع بسط نفوذه على أرض تمتد من جزر الكناري غربا إلى واحة سيوة شرقا، عاش في هذه الارض لمدة 9000 سنة و لم تحتل أرضه إلا مدة 450 سنة من طرف الرومان و الإغريق والبونيق، بل أن الرومان بجبروتهم لم يستطيعوا إبادته كي يستطيع بنو هلال فعل ذلك.
زيادة على ذلك، وللتوضيح فقد كانت نهاية الحكم الأموي للمغرب سنة 122ه على يد ميسرة المدغري الزعيم الأمازيغي الذي ثار ورفض ظلم وجور ولاة بني أمية على الأمازيغ ومنذ سنة 123ه حكم الأمازيغ بلادهم.
وفي 169ه في معركة فخ بالقرب من مكة فتك العباسيين بالعلويين وقتلوهم تقتيلا، ففر المولى إدريس على إثر ذلك الي المغرب المستقل عن الشرق حيث الأمان وبايعته القبائل الأمازيغية سنة 172ه على الإمارة والقيام بأمرهم وصلواتهم وغزوهم وأحكامهم ومن بعده بقيت ذريتة في كنف ورعاية قبائل الأمازيغ.
وفي القرن 6 زمن الموحدين رحلت ثلاث قبائل عربية لظروف سياسية واقتصادية من الجزيرة العربية إلى إفريقية واستقدم الموحدين بعضا منهم الى المغرب والبعض بقي في تونس والجزائر ومنهم من واصل الطريق الى موريطانيا والسنغال، وهؤلاء لم يأتو من أجل نشر الدين لكن من أجل الرزق والبحث عن قوت العيش هربا من الجوع والفقر الذي كان في شبه الجزيرة العربية آنذاك وبلاد الأمازيغ رحبت بهم.
وبالرغم من هذا كله لازال الأمازيغ هنا في بلاد المغرب يعانون من تبعات تزوير نسب أجدادهم، ومازال عرب المشرق الذين في الحقيقة هم أقل منزلة والذين اشتهروا بخيانتهم و بيع فلسطين وغياب كرامتهم، يحتقرون الأمازيغ فيما يتكالب العروبيون من أدباء وسياسيين في البلاد المغاربية لإثبات عروبة الأخضر واليابس في هذه البلاد. وقد صدق من قال "أروني ماذا صنعت الأعراب غير الإرهاب" وهذه حقيقة لا ينكرها أحد حيث إذا بحثت في "غوغل" فستجد في أول عنوان يطالعك أن الإرهــــاب من صنع الأعــراب ولم نسمع يوما بإرهابي من أصل أمازيغي.
وكنتيجة لكل ما ذكرناه فكل الاكتشافات التي تمت حتى الآن تثبت أن الامازيغ وجدوا قبل كل هذه الشعوب، يعني أنه اذا ثبت فعلا أن هذه اللغات هي فرع من الأمازيغية فذلك يعني أن أصل الإنسان الأوربي والعربي والأمريكي هو أمازيغي وأن أصل الانسان الأمازيغي هو أفريقيا .
المهم، هذا الموضوع متشابك جدا، وهناك حقائق مهولة عن الأمازيغ يجهلها المواطن المغربي العادي، دون أن ننسى أن المستقبل سيكشف مفاجئات كثيرة عن الأمازيغ لأن شمال أفريقيا يبقى حتى الآن المنطقة التي لم يشتغل عليها الاركيولوجيون بعد لأسباب سياسية خاصة ليبيا.
هذا عن أصل الأمازيغ العرقي، وفيما يلي لمحة عن تاريخهم (الخلفية التاريخية للأمازيغ):
عرف الأمازيغ قديما في اللغات الأوروبية بأسماء عديدة منها المور (Moors / Mauri) وتشبه في مخارجها كلمة (مغربيMoroccans ) واشتقت منها كلمة "موريطانيا". وأطلق اليونان عليهم المازيس Mazyes، أما المؤرخ اليوناني هيرودوتس فأشار إلى الأمازيغ بالكلمة ماكسيس Maxyes. وأطلق المصريون القدماء على جيرانهم الأمازيغ اسم "المشوش". أما الرومان فقد استعملوا ثلاث كلمات لتسمية الشعب الأمازيغي وهي النوميديون Numidians، الموريتانيون Mauretanians، والريبو (R bw). وكان العرب غالبا يطلقون عليهم اسم المغاربة وأهل المغرب أو البربر. والبربر في العربية كلمة منقولة عن الجذر اللاتيني الإغريقي باربار (Barbar) وهي كلمة استعملها اللاتينيون لوصف كل الشعوب التي لا تتكلم اللاتينية أو الإغريقية كما ذكرنا سابقا اعتقادا منهم بتفوق الحضارة اليونانية والرومانية على كل الحضارات، كما كان يسمي الهنود غيرهم "مليج" ويسمي العرب غير المتكلمين بالعربية بالعجم. ويجدر الذكر أن لقب البرابر أطلقه الرومان أيضا على القبائل الجرمانية والإنكليزية المتمردة عليهم أيضا وليس فقط على القبائل الأمازيغية. ووقع أيضا ساكنة سوقطرة الجزيرة تحت مسمى البربر.
إن الشعب الذي تواجد بأرضه منذ ما يزيد عن 33 قرنا (كتاب ثلاثة وثلاثين قرنا من تاريخ الأمازيغيين – العلامة محمد شفيق)، وحافظ على لغته وثقافته وعاداته أمام اكتساح فينيقي وإغريقي وفارسي ووندالي وروماني وبيزنطي وعربي وأوربي، والشعب الذي انحدر منه ملوك وكتاب ورجال دين عظام، لا يمكن أن تلصق به كلمة البرابرة (Barbares) في مفهومها القدحي بل هي كلمة أطلقت عليه لأنه لم يكن يخضع للذين أطلقوها عليه كما أشرنا إلى ذلك سابقا، فقد كان الأمازيغ لهم بالمرصاد ونجد في الأخبار المتفرقة أن "مازيس" أو "أمازيغ" كان يطلق على شعب قوي أقلق الرومان كثيراً بثوراته. وأيا كان، فإننا نعتبر الكلمة قد تطور مفهومها لتدل على شعب أصيل تميز بموضوعيته وتواضعه وواقعيته.
عاش الأمازيغ في شمال افريقيا موطنهم الأم.. في المنطقة الجغرافية الممتدة من غرب مصر القديمة إلى جزر الكناري، ومن حدود جنوب البحر الأبيض المتوسط إلى أعماق الصحراء الكبرى في النيجر ومالي. ولم يعرف أي شعب سكن شمال إفريقيا قبل الأمازيغ. مع حلول الإسلام في إفريقيا استعربت أقلية نخبوية من الأمازيغ بتبنيها اللغة العربية أو بالأحرى اللهجة العربية المغاربية (والتي هي في الحقيقة خليط من الأمازيغية والعربية، مثال طنجة وتطوان والمناطق المجاورة). ومعظم المعربين الأمازيغ لا يعتبرون أنفسهم معربين وإنما عربا (بسبب جهلهم بتاريخهم الأمازيغي الناتج عن عدم تدريسه بالمدارس). أما الأمازيغ الغوانش في جزر الكناري فقد تبنوا اللغة الإسبانية إلا أنهم ما يزالون يرون أنفسهم أمازيغيين ويسعى الكثير منهم إلى إحياء ودعم اللغة الأمازيغية في جزر الكناري.
يتحدث الأمازيغ اللغة الأمازيغية، وهي تتفرع إلى تنوعات تختلف قليلا من منطقة إلى أخرى. وهو ما قد يشكل عائقا لتطوير الأمازيغية، ولكن مما يجدر ذكره هو أن التنوعات (اللهجات) الأمازيغية متحدة فيما بينها بشكل كامل فيما يخص قواعد اللغة والصرف والنحو والاشتقاق. وتنحصر الاختلافات في المعجم (حيث تستعمل مترادفات لها نفس المعنى) وبعض الاختلافات الطفيفة في التنغيم والنطق. ومن المعروف أن عدم تعليم اللغة الامازيغية في المدرسة والجامعة هو الذي يعقد المسألة. ويمكن لأي أمازيغي من الجزائر مثلا أن يتقن التحدث بأمازيغية شمال المغرب في بضعة أسابيع بسهولة لأنه ليس بصدد تعلم لغة جديدة بل بصدد إغناء لغته الأمازيغية بمفردات مترادفة جديدة كما يرى الباحث المتمزغ الفرنسي أندري باسيه، ولهذا تطالب الحركات الثقافية الأمازيغية بتدريس اللغة الأمازيغية على جميع المستويات وإدماجها في الادارة والاعلام والقضاء.
أما فيما يخص الكتابة فقد ابتكر الأمازيغ خط التيفيناخ وهو من أقدم الأبجديات التي عرفتها الإنسانية وقد نجح المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في معيرته. وهو الخط الذي تبناه النظام التعليمي في المغرب لتلقين الأمازيغية. تجدر الأشارة ألى أن كتابة التيفيناخ بقيت مستعملة بدون انقطاع من طرف الطوارق في حين كتب الأمازيغ بكتابات أجنبية غير أمازيغية بعد خظوعهم للأجانب وتأثرهم بهم. وترجع أقدم الكتابات عن الأمازيغ إلى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، وهي كتابات وجدت عند المصريين القدماء.
يتحدث اللغة بالأمازيغية أكثر من 40 مليون نسمة، وتنتشر بتنوعاتها المختلفة: (تاريفشت، تاشرحشت، تاسوسشت، تاقبايرشت...) في 10 من البلدان الإفريقية أهمها:
-المغرب: حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم ما بين 65% و 70% من السكان البالغ مجموعهم 34 مليون نسمة.
-الجزائر: حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم مابين 35% و 40% من السكان البالغ 32.5 مليون نسمة.
-ليبيا: حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم 25% من السكان البالغ مجموعهم 5.5 مليون نسمة.
أما في البلدان التالية فتقل نسبة الناطقين بالأمازيغية كلغة أم عن 10% : تونس، موريتانيا، مالي، النيجر وبوركينافاسو ومصر.
وفي أوروبا الغربية توجد جالية أمازيغية مغاربية كبيرة لا يقل تعدادها عن المليونين نسمة. وتتميز هذه الجالية بارتباطها القوي بوطنها ثامازغا (شمال أفريقيا) وبتمسكها بهويتها الأمازيغية وتتركز بكثافة في هولندا، فرنسا، بلجيكا، إسبانيا وألمانيا. (المصدر: وثائقي على BBC Prime البريطانية).
ويتوزع الناطقون باللغة الامازيغية في المغرب على ثلاث مناطق جغرافية واسعة، وعلى مجموعة من المدن المغربية الكبرى، وعلى عدد من الواحات الصحراوية الصغيرة. المناطق الثلاث الأمازيغية اللغة في المغرب هي:
1. منطقة الريف الأوسط شمال المغرب: ويمتد الريف الأوسط الناطق بالريفية على مساحة حوالي 30.000 كيلومتر مربع ويسكنه حوالي 5.6 مليون من الناطقين بالريفية. ويوجد الناطقون بالريفية أيضا ببعض المناطق في الأطلس المتوسط وإقليم فكيك Figuig، بالإضافة إلى تواجدهم بمدن الشمال الغربي (طنجة، تطوان) ومدن الشرق (وجدة، بركان) بنسب قليلة جدا. (ويقدر العدد الإجمالي لبربر المغرب الناطقين بالريفية (تاريفشت) بحوالي 6 ملايين وتتميز هذه المنطقة بتنوعها الجغرافي، وإطلالها على البحر المتوسط والإنخفاض النسبي لدرجات الحرارة مقارنة ببقية المغرب.
2. مناطق سوس: وهي مناطق واسعة متنوعة يغلب عليها المناخ الدافيء قرب البحر والحار في الداخل والبارد في جبال الأطلس. يبلغ مجموع مساحة هذه المناطق ما لا يقل عن 60.000 كيلومتر مربع. وتنتشر في هذه المناطق (تاشرحت / تاسوسشت). (ويبلغ عدد السكان الناطقين بها هناك حوالي 4 ملايين نسمة. حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم نسبة من 65 إلى 70 % من مجموع السكان البالغ عددهم حوالي 34 مليون نسمة.
عاصر الأمازيغ أقوى دول العالم القديم بل لقد لعبت تلك القوى دورا فعالا في تاريخهم فتفاعلوا معها ثقافيا وعسكريا وتعتبر قرطاج نموذجا للتفاعل بين الأمازيغ والفينيقيين، وتعتبر قورينا نموذجا للتفاعل بين الأمازيغ والإغريق القدماء. ومثلما تفاعلوا مع الإغريق والفينيقيين تفاعلوا مع الرومان حتي أن قرطاج الرومانية كانت أقوى مدينة بعد روما عاصمة الرومان، فنبغ الأمازيغ في جامعتها ونذكر منهم القديس أوغسطين، وترتوليان وأبوليوس. لعب الأمازيغ أيضا دورا فعالا في المؤسسات السياسية فتميز الأمازيغ بقوتهم في الجيش الروماني حتى أن ثلاثة قياصرة رومان كانوا من أصل أمازيغي وهم سبتيموس سيفاريوس وابنه كركلا وقريبه ماكرينوس.
وقد عرفت الأندلس بالحضارة المورية كإسم للحضارة الإسلامية في الأندلس، والمور هو أحد أسماء الأمازيغ وهذا يبرز تأثير الأمازيغ في الأندلس التي خضعت في ما بعد للإمبراطوريتين الأمازيغيتين: المرابطون والموحدون. يحتفل العديد من الأمازيغ برأس السنة الأمازيغية التي توافق اليوم الثاني عشر من السنة الميلادية، غير أن الأمازيغ نسجوا حول تلك الأسماء قصصا ميثولوجية وجعلوا منها جزءا من ثقافتهم. يعتقد بعض العامة من الأمازيغ أن السنة الأمازيغية تبتدئ بعد تمكن زعيمهم "شيشنق Shishonaq" من هزم جيوش الفرعون الذي أراد أن يحتل بلدهم، وحسب الأسطورة فأن المعركة قد تمت بالجزائر بمدينة تلمسان. يعود أصل شيشنق إلى قبيلة المشوش، وهذه القبيلة هي على الأرجح من تونس الحالية. يعتقد المؤرخون أن التفسير الأمازيغي العامي ليس تاريخيا علميا، فبعض الباحثين يعتقدون أن التقويم الأمازيغي قد يعود إلى آلاف السنين حتى أنه قد يكون أقدم من التقويم الفرعوني.
كما آمن الأمازيغ أيضا بالديانة الإسلامية وقاموا بنشرها بعد أن كانوا على أديان مختلفة يدين كل واحد منهم بما شاء من الأديان فمنهم من تمجس ومنهم من تهود ومنهم من تنصر، فقد عبد الأمازيغ القدماء كغيرهم من الشعوب الأرباب المختلفة، فبرز من معبوداتهم تانيث وآمون وأطلس وعنتي وبوصيدون. ومن خلال دراسة هذه المعبودات وتتبع انتشارها في حضارات البحر الأبيض المتوسط يمكن تلمس مدى التأثير الثقافي الذي مارسته الثقافة الأمازيغية في الحضارات المتوسطية. ويمكن اعتبار آمون وتانيث نموذجين لهذا التأثير الحضاري. وقد عبد الإغريق آمون الأمازيغي، وفي ما بعد شخصوه بكبير آلهتهم زيوس كما شخصه الرومان في كبير آلهتهم جوبيتر وفي ما بعد أحدثوا بينهم وبين آمون تمازجا، كما مزجه البونيقيون بكبير آلهتهم بعل. بالإضافة إلى هذا فقد كان آمون أعظم آلهة مصر وإلى وقت كان يعتقد أن آمون مصري الأصل على الأرجح غير أنه في ما بعد أصبح يرجح الأصل الأمازيغي له حسب الأستاذ "غابرييل كامبس" تانيث هي ربة الخصوبة وحامية مدينة قرطاج، وهي ربة أمازيغية الأصل عبدها البونيقيون كأعظم ربات قرطاج وجعلوها رفيقة لكبير آلهتهم بعل، كما عبدها المصريون القدماء كأحد أعظم رباتهم وقد عرفت عندهم باسم نيث، ويؤكد أصلها الأمازيغي (الليبي) ما أشار إليه الأستاذ "مصطفى بازمة" من أن معظم مؤرخي مصر الفرعونية أشاروا إلى أنها معبودة أمازيغية استقرت في غرب الدلتا. ثم عبدت من طرف الإغريق حيث عرفت بإسم آثينا بحيث أشار كل من "هيرودوت" و"أفلاطون" أنها نفسها نيث الليبية، وقد سميت أعظم مدينة إغريقية نسبة إلى هذه الربة الأمازيغية أثينا. أما تأثير هذه الربة في بلاد الأمازيغ يتجلى في ما يعتقده البعض من أن تونس قد سميت نسبة إلى هذه الربة تانيث، بحيث أن الإسم القديم لتونس كان هو تانيس مما جعلهم يعتقدون أن الإسم مجرد تحريف للثاء إلى السين. ويرجح المؤرخون أن هذه الربة قد عبدت في تونس الحالية حول بحيرة تريتونيس حيث ولدت وحيث مارس الأمازيغ طقوسا عسكرية أنثوية تمجيدا لهذه الربة. إلى جانب هذه الآلهة عبد الأمازيغ أيضا الشمس وهو ما ذكره "هيرودوت" و"ابن خلدون" كما مارسوا العبادة الروحية التي تقوم على تمجيد الأجداد كما أشار إلى ذلك هيرودوت. من خلال نقوشات موجودة في شمال افريقيا يتبين أن اليهود قد عاشوا في تسامح مع القبائل الأمازيغية. يرجح أن اليهود نزحوا أول الأمر مع الفينيقيين إلى شمال إفريقيا، ويذكر ابن خلدون أن قبائل عديدة من الأمازيغ كانت تدين بالمسيحية قبل الفتح الإسلامي وبعضها بقي على هذا الدين بعد الفتح. آمن الأمازيغ أيضا بالديانة المسيحية ودافعوا عنها في محنتها من أمثال "توتيلينونس" و"أرنوبيوس"، كما برز "أوغسطين" كأحد أعظم آباء الكنيسة، واستمروا على ذلك إلى زمان الإسلام وكان فيهم رؤساء وملوك وكهان ولهم حروب وملاحم عظام مع من قارعهم من الأمم حتى أن أول المسلمين الذين غزوا الأندلس كانوا في معظمهم أمازيغ بقيادة طارق ابن زياد وكان الأمازيغ قبل ذلك يرتدّون بين الحين والآخر عن الإسلام بعد أن يكونوا قد دخلوا فيه ويعودون ويقاتلون المسلمين العرب بعد أن كانوا مسلمين. وكان عميد فقهاء قرطبة صاحب الإمام مالك من الأمازيغ وهو يحيى بن يحيى بن كثير الذي نشر المذهب المالكي في الأندلس، والمخترع عباس بن فرناس أول من حاول الطيران، وغيرهم. ويمكننا أن نلمس مدى تشبث الأمازيغ بالإسلام والدفاع عنه في نص ما قاله ابن خلدون:
(وأما تخلق الأمازيغ بالفضائل الإنسانية وتنافسهم في الخلال الحميدة وما جبلوا عليه من الخلق الكريم مرقاة الشرف والرفعة بين الأمم ومدعاة المدح والثناء من الخلق من عز الجوار وحماية النزيل ورعي الأذمة والوسائل والوفاء بالقول والعهد والصبر على المكاره والثبات في الشدائد. وحسن الملكة والإغضاء عن العيوب والتجافي عن الانتقام ورحمة المسكين وبر الكبير وتوقير أهل العلم وحمل الكل وكسب المعدوم. وقرى الضيف والإعانة على النوائب وعلو الهمة وإباية الضيم ومشاقة الدول ومقارعة الخطوب وغلاب الملك وبيع النفوس من الله في نصر دينه. فلهم في ذلك آثار نقلها الخلف عن السلف لو كانت مسطورة لحفظ منها ما يكون أسوة لمتبعيه من الأمم وحسبك ما اكتسبوه من حميدها واتصفوا به من شريفها أن قادتهم إلى مراقي العز وأوفت بهم على ثنايا الملك حتى علت على الأيدي أيديهم ومضت في الخلق بالقبض والبسط أحكامهم)..
(وأما إقامتهم لمراسم الشريعة وأخذهم بأحكام الملة ونصرهم لدين الله، فقد نقل عنهم من اتخاذ المعلمين لأحكام دين الله لصبيانهم، والإستفتاء في فروض أعيانهم واقتفاء الأئمة للصلوات في بواديهم، وتدارس القرآن بين أحيائهم، وتحكيم حملة الفقه في نوازلهم وقضاياهم، وصياغتهم إلى أهل الخير والدين من أهل مصرهم التماساً في آثارهم وسوءاً للدعاء عن صالحيهم، وإغشائهم البحر لفضل المرابطة والجهاد وبيعهم النفوس من الله في سبيله وجهاد عدوه مايدل على رسوخ إيمانهم وصحة معتقداتهم، ومتين ديانتهم).
وفي الأخير نختم هذا الموضوع ببعض المشاهير الأمازيغ (الرجال الأحرار) عبر التاريخ ليزيد اعتزازنا بتاريخنا وأصلنا..
وهـــم كــالآتــي:
قــبـل الإســلام:
* أوغسطينوس ـ سيبتيموس سيفيروس ـ شيشنق ـ لوكيوس أبوليوس ـ ماسينيسا ـ يوغرطة ـ تاكفاريناس ـ الملك باخوس الأول ـ الملك باخوس الثاني ـ الملك بوغود ـ النساء الأمازونيات ـ الملك يوبا الثاني ـ الروائي لوكيوس أبوليس ( أفولاي _afulay ) ـ المسرحي ترتنيوس أفر ـ الشاعر فلوروس ـ ماركوس مانيليوس ـ تيهيا ـ كسيلة الأوربي.
بــعـد الإســلام:
* طارق بن زياد ـ يحيى بن يحيى بن كثير ـ ابن اجروم ـ أكنسوس ـ ابن مخلوف السجلماسي الفلكي ـ عباس بن فرناس ـ ابن بطوطة ـ زين الدين زيدان ـ يوسف بن تاشفين ـ ابراهيم بن موسى الشاطبي ـ محمد بن تومرت ـ أبو القاسم الزياني ـ المختار السوسي ـ ابن البناء المراكشي ـ فاطمة نسومر ـ ابن البيطار ـ ابن باجة ـ ابن طفيل ـ ابن خلدون ـ عبد الكريم الخطابي( مولاي موحند ) ـ محمد أمزيان ـ موحى أوحمو الزياني ـ كنزة البربرية ـ ابن رشد.